نصائح

عن النصيحة

"مكان جديد، ناس جديدة، وأمي ليست هنا"، من المؤكد أن كثير من الأطفال أن لم يكن معظمهم يصابون بحالة هلع، وبكاء، واحيانا صريخ لفترات طويلة عند بقائهم لأول يوم بالحضانة وحدهم. تصاب الكثير من الأمهات بحالة من التوتر والقلق ايضا، قد تصل للبكاء عند ترك ابنها في الحضانة واحيانا حتى نهاية اليوم. تقول ثريا ماجد، مدرسة في الفصل الذي يستقبل الأطفال الجدد بحضانة، في حديثها إلى يلا مامي ان هناك طرق من الممكن أن تتبعها الأم لكي تتجاوز هي وطفلها أول يوم وأول فترة في الحضانة.

هل تعرف طفلك على الحضانة؟

قد نعتقد أن الأطفال الصغار ليس لديهم الإدراك الكافي بالبيئة المحيطة، ولكن من الهام جدا أن نقوم بتعريف الطفل على المكان الجديد قبل انضمامه. تقول ثريا، "يفضل في زيارة الأم للحضانة وقبل انضمام الطفل، أن تقوم الأم باصطحابه معها وأن تقوم بجولة في الفصل وفي المكان ككل."

أهم ما يجب أن تفعله الأم قبل انضمام الطفل أن يراها وهي تحادث المدرسة الخاصة بالفصل، "لأن ذلك يخلق نوعا من الثقة لدى الطفل لأنه يستمد ثقته من أمه، فإذا رأى الأم تتكلم وتضحك مع المدرسة قد يهيئه ذلك بعض الشئ لأول يوم."

كما أن علينا أن نهيئ الطفل قبل دخوله للحضانة وأن نتكلم عن المكان بشكل إيجابي ونشركه فيما سيفعله في الحضانة، حتى لو كان صغيرا جدا، فمن الهام أن أحدثه وأظهر له تحمسي للمكان الجديد الذي سيلعب بع ويتعلم به أشياء جديدة.

كيف تتصرفين في أول يوم؟

امن أسباب رد فعل الطفل الصعب أول يوم في الحضانة هو تصرفات الأم. تقول ثريا، "احيانا يكون الطفل في حالة جيدة وعلى استعداد للدخول، ولكن لغة الجسد الخاصة بالأم وتعبيرات وجهها تجعله يقوم بتغيير رأيه لا إراديا. فقد تبدأ الأم في إبداء مشاعرها من بكاء أو تكشير ويلتقط الطفل تلك الإشارات ويبدأ في رفض الدخول للحضانة." في بعض الأحيان تقول ثريا، عندما تجد الأم الطفل في تلك الحالة، قد تبدأ لوم نفسها وفي بعض الحيان قول ذلك أمام الطفل، مثل "ده لسه مش مستعد، أو أنا مكنش المفروض أدخله الحضانة،" ويدرك الأطفال ايضا تلك الجمل.

لذا تنصحنا ثريا بالإيجابية في الحديث أمام الطفل في أول يوم، وايضا بتجنب تعبيرات الوجه التي تنقل للطفل هذا القلق. "يجب على الأم أن تعطي لطفلها الإحساس بالأمان في الحضانة وأنها تثق أنه سيتم الإعتناء بها، فالطفل يستمد قوته وثقته من مشاعر أمه، وفجأة يكتشف أن الشخص الوحيد الذي يشعره بالأمان غير موجود." قد تكون فترة صعبة ولكن إذا كان لدى الأم الثقة الكافية بالحضانة التي اختارتها، فمن الأفضل أن تظهر ذلك.

كيف تتخطين أول أسبوع؟

في الكثير من الحضانات لا يتم ترك الطفل وحده دون الأم في أول أيام الحضانة بل تبقى الأم معه لعدد ساعات معين، ثم يرحلا معا. تختلف الحضانات في كيفية التعامل مع بقاء الأم أول يومين أو ثلاثة مع الطفل أو في تركه من أول يوم. البعض يقول ان التدرج قد يجعل الطفل يرى أن أمه كان يمكنها البقاء معه ولكن قررت الرحيل ولكن تفضل الكثير من الأمهات الآن أسلوب التدرج والذي يتيح للطفل أن يشعر بالأمان في مكانه الجديد. كما تقول ثريا، أن بعد مغادرة الأم نتفق مع الطفل أنها ستعود الساعة الثانية مثلا، ونريه عقارب الساعة، لذا فمن الضروري أن نتفق مع الأم على ميعاد ثابت لكي يثق الطفل ايضا في مدرسته."

تفضل بعض الأمهات أن تقنع أطفالها أنها ستبقى في الرسيبشين مثلا أو في غرفة الانتظار داخل الحضانة حتى ينتهي اليوم، ولكن تقول ثريا قد يكتشف الطفل ذلك في حالة مرور الفصل من امام ذلك المكان مثلا، مما يجعله في حالة من القلق وعدم التصديق لكلامها أو لكلام مدرسته، "لذا من الأفضل أن نكون صرحاء وأن تقول الأم لطفلها أنها ستعود الساعة المتفق عليها مثلا، وبالتكرار سيقتنع الطفل أن أمه ستأتي وستكون موجودة. كما يجب علي أن أسأل نفسي، هل أريد أن يكون طفلي شخصا صريحا؟ إذا علي أن أعامله بنفس الطريقة وأن أتجنب عدم الصراحة معه."

قد تكون لحظات الانفصال عن طفلك من أصعب لحظات المومة والتي تتذكرها الكثير من الأمهات بعد مرور سنوات، ولكن من الممكن أن تكون أسهل بعض الشئ على الأم والطفل إذا تحدثت الأم مع المدرسة واتفقا على أفضل طريقة لتخطي تلك المرحلة.