حكاية أم

الحكاية

مي وبناتها

حوار وتصوير: رانيا جمعة

طول عمري ومن صغري نفسي أخلف بنات، باحب البنات جدا وبقيت أم البنات، صادفت كمان أنهم أول بنات في عيلتنا من ناحيتي وناحية جوزي وهو كمان كان نفسه في أول طفل بنت. عندي هنا 5 سنين ونص، ولينا 4 سنين ولي لي سنتين وحامل في بنت. ناس كتير بتفتكر أني عايزة ولد بس أنا كل اللي بدعي بيه أن ربنا يرزقني بطفل سليم.* مش مهم ولد أوبنت. البنات بيحبوا الدلع وكل حاجة عايزين يعملوها زي، عايزين يلبسوا زي، ويحطوا مكياج زي.. وكمان بيغيروا على باباهم جدا حتى مني، ممكن يغضبوا ويزعلوا مني لو حسوا أن واخد اهتمام مني. بس أنا كل يوم لازم أتكلم معاهم نص ساعة، نحكي علشان نكون أصحاب.

بنتي الكبيرة باعاملها كأنها دراعي اليمين في البت وأحاول دائما أني أتكلم معاها لوحدها وأقولها أنها الكبيرة وباعملها كأنها صاحبتي، علشان متحسش بأن أخواتها أخدوني منها بعد ما اتولدوا.

الصعوبة اللي دلوقتي بتواجهني أني دخلت البنات مدرسة إنترناشيونال وعايزة أربي تربية دينية وفي نفس الوقت متفتحة، مجهود كبير أني أشرح تقاليدنا وعاداتنا، وفي نفس الوقت أشرح أن المدرسة مش غلط، لكن التعب ده بيهون لما باشوفهم بيفكروا إزاي وبيتكلموا إزاي ساعتها بافرح وبالأخص مع هنا لما شفت فرق أول ما دخلت المدرسة وإزاي تأقلمت بعد أول سنة. مش هنسى مدرستها لما قالتلي عامليها على مستوى ذكائها، لأنها لازم تقتنع بالللي بتعمله، الإقناع بياخد وقت كتير لكن أول ما تقتنع خلاص مش بتكرر التصرف تاني اللي بنتناقش فيه.

طبعا في أوقات بتحول لأمنا الغولة مع ضغط الحمل وقرب الولادة وسفر جوزي بس بازعل بعدها واعتذر لهم. بالنسبة لي أحلى وقت لما أكون بالعب وأرقص معاهم، اللحظات دي لا توصف.

مي، مهندسة ديكور

*بعد المقابلة بأيام مي أنجبت تاليا :)

*هذه مساحة حرة للأمهات، تعبر فيها الأم عن رأيها وإحساسها. قد تحكي تجربة، أو موقف، قد تعبر عن سعادتها أو تشارك الأمهات قلقها. قد نختلف في الشكل، في التفكير، في التربية، ولكن نتشارك في حب أطفالنا وتمنى الأفضل لهم.