نصائح
21 نصيحة
هل تعليم الأطفال الإتيكيت رفاهية أم ضرورة؟
تنمية
عن النصيحة
يعتقد الكثير أن تعليم الإتيكيت للأطفال رفاهية، أو هو مجرد دورة لتعليم الأطفال استخدام الشوكة والسكينة أثناء الأكل ولكن الإتيكيت هو مجموعة مهارات لتعليم الطفال احترام النفس واحترام الآخرين. منى العدوي، من مركز Etiquette and Manners Foundation (EAM) تشارك قراء يلامامي تجربتها مع تعليم الإتيكيت للأطفال
يرى الأطفال نماذج سلبية كثيرة سواء في المدرسة أو الشارع، ويقع كثير من الأطفال في حيرة خاصة عند مقارنة ما يتعلمونه في البيت من سلوكيات وبين ما يصطدمون به في الحياة بشكل يومي. تقول منى العدوي، نعلم الأطفال أولا أن الغلط وارد وأن كل الناس يغلطون، واننا لا نعيش في فقاعة داخل المجتمع، ولكن الأهم هو أن نعلمهم الفرق بين الخطأ والصواب وهو صميم تعليم الإتيكيت، تقول منى:
- إن أطفالنا أذكياء وعلى الأهل تذكر أن أطفالنا لديهم القدرة على تقييم ما نفعله، لأن الطفل يتعلم من خلال التقليد، لذا فعلى الأهل مراعاة تصرفاتهم أمام أولادهم، كمثال لا أستطيع أن أطلب من طفلي عدم الكذب، ثم يرى الطفل أن أمه أو أبيه يتعللون بسبب غير حقيقى لشخص آخر أمامه أو يطلبون من الطفل عدم الإدلاء بمعلومات حقيقية إذا تم سؤالهم، فهنا الطفل يرى أن هذا سلوكا عاديا ولكن عندما يقوم بالكذب يعاقبه الأهل، لذا فعلى الأهل إدراك أن الأطفال يتعلمون من خلال التصرفات وليس التوجيهات.
- علينا أن نقوم بتعليم أطفالنا أن من قام بفعل خاطئ فعليه إصلاحه، افتراضا أن الطفل خبط صديقه أو أوقع أكله أو العصير، على أن أشجعه على تحمل مسئولية خطأه، وذلك عن طريقة إصلاحها، إذا سكب شيئا فعلى إعطائه فوطة مثلا لتنظيفها،إذا ضرب أو خبط صديقه عليه الإعتذار وعليه انتظار تقبل صديقه للاعتذار. من المهم أن أشرح لطفلي أن كلنا نغلط ولكن الأهم هو تصحيح الخطاء والاعتذار عنها، باختصار، "عدم المكابرة".
- ماذا نقول لأطفالنا الصغار عندما يقعون أو عندما يقومون بكسر لعبتهم دون قصد؟ هل نقوم بفعل تلقائي يقوم به الكثير في مصر وهو، "اضرب الأرض، اضرب السجادة، أصل السجادة وحشة وكعبلتك؟" ماذا نعلم أطفالنا هنا؟ أنهم ليسوا مسؤلين عن أي شئ؟ ولكن هل الأرض هى التي أوقعته أم لم يكن منتبها؟ من الممكن أن أوضح للطفل بشكل بسيط أنه تعثر وأن هذا طبيعي بدلا من تعليمه إلقاء اللوم على ما حوله.
- من أكثر العادات التي يمارسها الأطفال هي مقاطعة من حولهم أثناء الحديث، فالطفل دائما يبحث عن اهتمام أهله بما يفعله ويقوله ولكن هل نقوم نحن بهذا الفعل ايضا؟ هل نقاطع الطفل دائما أولا نعطيه فرصته للحديث، وهل نقاطع الآخرين في حديثهم أمامه؟ تعد تلك من أكثر المشاكل التي يواجهها المدربين للأطفال ولكنها تحتاج إلى وقت للتغير وتحتاج إلى تركيز من الأهل والتفاهم مع الطفل عن أهمية الإنصات للآخرين.
تقول منى، "لابد أن نشرح للطفل سبب وجوده أولا في الدورة التدريبية، وما هو معنى الإتيكيت، وماذا سيضيف له تعلم الإتيكيت، مثلا كيف يتعرف على الاخرين وكيف يقوم بإلقاء السلام والمحافظة على التواصل البصري، أساسيات النظافة، وأساسيات تناول الطعام، وكيف يعبر عن رأيه في حالة الاختلاف، كيف يقوم بالرد االمناسب على المواقف المختلفة." تقول منى، "نقوم بتعليم تلك المفاهيم بشكل أبسط من خلال الأغاني، واللعب، وبدون أن يدرك الطفل أنه يتلقى المعلومات."
ولكن السؤال الذي قد يسأله الكثيرون هو أليس هذا هو دور الأهل؟ ولماذا يقوم البعض بإلحاق الأطفال في هذه الدورات؟ إن الدورات الخاصة بتنمية الأطفال عادة ماتكون مشجعة للأطفال فهم لا يتلقون التعليمات بشكل مباشر من الأهل بل من مدربين مؤهلين، وهنا يكون دور الأم والأب في السؤال عن المركز والتعرف على المدربين أولا، كما إن تواجد الأطفال مع بعضهم يشجعهم على تلقي المعلومات بشكل أسهل أشبه للعب.