نصائح

عن النصيحة

هل سألتي طفلك مؤخرا عن أكثر شئ يسعده؟ في أغلب الأوقات يقول الأطفال أن أكثر ما يسعدهم لعب الأب أو الأم معهم. تقول نجوى خضر، اخصائية صعوبات التعلم، والحاصلة على شهادة DIR FloorTime أو "وقت الجلوس على الأرض مع طفلك"، في حوارها مع يلا مامي إن كل الأطفال بحاجة إلى الترابط مع الأهل ومن أفضل الطرق التي توفر هذا الترابط هو النزول إلى مستوى الطفل على الأرض ومشاركته اللعب. لكن علينا أن ننتبه هنا أن اللعب معه لا يعني أن أفرض عليه نوع معين من اللعب أو طريقة اللعب. تقول نجوى، "لو كمثال أعطينا الطفل مكعبات فعلينا أن نتركه هو يقوم بالبناء وأقوم أنا كأم بتتبع خطواته وليس قيادة اللعب.   باستخدام طريقة ال FloorTime أترك قيادة اللعب لطفلي، وأتبعه حتى أفهم طريقة لعبه وأتمكن من تعلمها. علي أن أمنحه حرية اللعب وأن أساعده على الاستكشاف، لأنني إذا أخذت قرار ببناء بيت من المكعبات وفرضت عليه هذا القرار فلن أعلم ماذا كان يدور في مخيلة طفلي. ماذا كان سيبني هو؟" لذا فتؤكد نجوى على أننا بشكل عام علينا أن نمنح أطفالنا حرية الاستكشاف، فالكثير منا بدون قصد يريد أن يساعد طفله ولكن في خلال تلك المحاولة نجد أننا نعيق استكشافه للبيئة من حوله، ومثال على ذلك عندما نشتري لطفلنا لعبة جديدة، عليننا أن نفكر ما هو أول شئ نفعله؟ هل نترك له اللعبة ليكتشفها أم تلقائيا نفتحها له ونريه كيفية استعمالها ونتيجة كل ضغطة على اللعبة؟ تقول نجوى، "لمساعدة أطفالنا على النمو، علينا أن نعطيهم اللعبة والمساحة لفتحها وتجربتها، وإذا وجدنا أنهم يحتاجون للمساعدة أو يطلبون المساعدة نقوم بذلك. تؤثر أمور بسيطة مثل حرية الاستكشاف للألعاب بشكل كبير على تنمية عقول أطفالنا، فمن اللعب يتطور عقل الطفل. لذا إذا نزلنا واستلقينا على الأرض سنتمكن من مشاركة أبنائنا اللعب وفي نفس الوقت إذا كررنا ذلك بشكل دوري، سنتمكن من خلق نوع من الترابط معهم."

يساعد أسلوب ال FloorTime مع اضراب التوحد لدى الأطفال، كما يساعد الأطفال بشكل عام في خلق رابطة بينهم وبين الأهل. إن اللعب بشكل عام ينمي فضول الأطفال ويسعدهم ومن خلال الاستلقاء مع طفلك ستتمكنين من الدخول إلى عالمه و

تقول الكثير من الأمهات فيما بينهم وخاصة أمهات الأولاد الصغار، "لا أعرف كيف ألعب مع ابني، فلم تلعب مثلا وهي طفلة بالضرورة بالعربات ولم تدخل في سباقات التصادم، وهي اللعبة المفضله لكثير من الأولاد." ترى نجوى أنه من الهام أن يرى الطفل اهتمام أبيه وأمه بما يفعله، لذا فعلى متابعة اهتمامته ومجاراته بدلا من محاولة تغيير ما يقوم به. في بعض الأحيان وباستخدام طريقة ال Floor Time يمكنني أن أقوم بتقليد ما يفعله، ومع الوقت سأتمكن من مجاراته وفهم كيفية اللعب معه."

توضح نجوى ايضا أن ذلك الترابط يبدأ مبكرا منذ الولادة، يمكنني أن أتفاعل مع طفلي، "يعتقد البعض أن سن 3 شهور هو سن صغير جدا للتفاعل، ولكن الحقيقة أن أطفالنا يشعرون بنا، فعلي أن أخاطبه وأبتسم له، وأغني له وأقوم بتقليد الأصوات التي يصدرها. وإن الفكرة ايضا أنه ليس بالضرورة أن تكون الألعاب مكلفة أو خاصة، كمثال إن زجاجة المياه البلاستيكية من الألعاب المفضلة لكثير من الأطفال في السن الصغير، يمكنني استخدامها للعب وتوصيل المعلومات للطفل، هلى هي ممتلئة أم فارغة، كبيرة أم صغيرة، ما هو لونها، عد الزجاجات مثلا، ... يمكنني في السن الصغير استخدام الملامس، مثلا إعطاء الطفل قماشة ناعمة وأخرى خشنة، لكي ينمي استخدامه لحواسه. من الممكن استخدام البيئة المحيطة بنا للعب وفي نفس الوقت إعطاء معلومات هامة لأطفالنا بدون تلقينها للطفل."

تؤكد نجوى أن الأم هي مرآة طفلها للحياة وللعالم الخارجي، فمن خلالها ينمو الطفل ومن خلال مشاركتها لعبه وإطلاق حريته في المعرفة والاستكشاف، يتطور نفسيا ومعنويا من خلال مثلا اللعب بال bubbles أو فقاقيع الصابون، وهي لعبة رخيصة الثمن ولكن مفيدة جدا في اللعب مع الأطفال، تقول نجوى، يمكنني أن ألعب مع طفلي الصغير واستخدم تلك اللعبة كمثال في تنمية مهارات العد مثلا، كم دائرة من الفقاقيع، كثير أم قليل، فوق أم تحت، سؤال طفلي عن الألوان التي يراها في الفقاعة مع الأنوار...إذا أخذنا ذلك المثال وطبقناه على ألعاب كثيرة يمكننا أن نشارك أطفالنا اللعب وأن نستمتع في النفس الوقت بوقتنا معهم."