نصائح

عن النصيحة

"هوده ربنا؟"، أشار يحيى، 6 سنوات، إلى القمر ثم إلى السحاب، ثم إلى السماء، وانهالت أسئلته، "هو ربنا فين؟".سؤال يحيى هو سؤال متوقع ومرغوب بشكل كبير، فهو يعني أن هذا الطفل لديه شغف بالمعرفة ولا يخجل من السؤال عما في باله. جاوبناه أننا لا نرى الله ولكنه معنا في كل مكان، ولكن كنا متأكدين أنه هناك إجابة قد تكون أفضل للأطفال في هذا السن..
 تشعر أمهات كثيرات بمسئولية الإجابة وخاصة في الإجابة عن الأسئلة المحيرة أو الصعبة أو المحرجة، لذا فمن الجيد أن نسال نحن كأمهات ونقوم باستطلاع آراء المتخصصين من حولنا الذين نثق بآرائهم ونسأل أهلنا ايضا عن أفضل إجابة لسن أطفالنا.

تعتمد طريقة الرد على هذا السؤال وعلى أسئلة الأطفال الأخرى في تشكيل طريقة تفكيره وعلاقته بأمه أو أبيه. على الأرجح سيسأل الأطفال أصدقائهم في المدرسة أو النادي إذا لم يحالفهم الحظ في الحصول على إجابة من الأهل، وقد يكونوا محظوظين بالحصول على إجابة من المدرسين.

سألنا الدكتور على سليمان، أستاذ متفرغ في قسم علم النفس الإرشادي في جامعة القاهرة عن أفضل طريقة للردود على تلك الأسئلة التي يطرحها أطفالنا عن "ربنا فين؟" خاصة في سن 4 سنوات وحتى 6 سنوات، يقول الدكتور على، "المعرفة مهمة لذا علينا ان نشرح لأطفالنا أن الله ليس كمثله شئ، مش هقدر أقوله زي أيه، ولكن ممكن لما طفلي يسألني ربنا فين لو أنا في الشارع باتمشى مع طفلي أسأله حاسس بالهوا؟ طب شامم الهوا؟ طب لون الهوا إيه، بالنسبة للطفل الهوا هو مفهوم غير محدد، يعني هو موجود ولكن لا نراه. نكلمه عن ربنا هنا ونقوله الله نشعر بصنعه ولكن لا نراه، بنستدل عليه من االحاجات اللي بيقدمهلنا." يقول الدكتور علي، هنا نقوم بالربط بالمثال البسيط،  على الهواء فنحن نشم الهواء ولكن لا نراه ولا نمسكه، "طالما دخلت مفهوم وقربت الفكرة للطفل هيقدر يستوعب أن الله موجود ولكن لا نراه."

تستخدم بعض الأمهات طرق أخرى لشرح المفهوم لأطفالها، فتقول بعض الأمهات الله حولنا في كل مكان، وتقول أمهات أخرى الله في قلوبنا وفي أعمالنا. قد يستطيع بعض الأطفال الإدراك بشكل أكبر من البعض ولكن يظل من المهم أن يحتوي الأم والأب أسئلة أبنائهم وألا ينهروهم على أسئلتهم حتى ولو كانت غير متوقعة وتعد مقلقة للأهل، فكما يقول الدكتور على سليمان، يقوم الأطفال بتخزين المعلومات وعادة ما تكون أسئلتهم نتيجة لمواقف حدثت أو قلق أوخوف.