نصائح
21 نصيحة
علامات التوحد عند الأطفال وأهمية التدخل المبكر
تنمية
عن النصيحة
قد تفزع بعض الأمهات اللاتي يعتقدن أن التوحد لا يعالج وقد لا تعرف أمهات كثيرات كيفية التعامل مع أطفالهن عند تشخيصهم بالتوحد. سحر داوود، دكتورة الطب النفسى للأطفال، تخصص إحتياجات خاصة، تتحدث مع سارة عيسى من فريق يلا مامى عن التوحد وأهمية ملاحظة علاماته منذ الصغر والتدخل المبكر وكيفية علاجه وإمكانية الشفاء منه
ما هو التوحد؟
التوحد يدخل ضمن الإضطرابات العصبية النمائية (Neurodevelopmental disorders) والتي يولد بها الطفل. من علامات هذا الاضطراب التأخر فى التواصل الإجتماعى وتأخر اللغة وتأخر تكوين علاقات إجتماعية. إذا بدأ طفل التوحد في التحدث، فإن لغته تكون غير مضبوطة بالإضافة إلى أنه يقوم ببعض السلوكيات التكرارية أو الروتينية. على سبيل المثال يصر الطفل على أكل نوع محدد أو إرتداء ملابس محددة وفي السن الصغير يقوم بترتيب السيارات اللعبة بطريقة معينة أو يلعب بخيط أو يشاهد الغسالة وهي تدور بشكل مستمر. هناك ايضا إعتقاد خاطئ أن المصاب بالتوحد لا يتحدث أو يتفاعل مع الأخرين على الإطلاق فى حين أن التوحد له درجات وكل درجة لها نسبة من الإحتياج للمساندة.
الدرجة الأولى بسيطة (Mild) مصابى هذه الدرجة يستطيعون التحدث ولديهم بعض التفاعل الإجتماعي ولكن ليس بالدرجة الطبيعية لسنهم، كما لا يستطيعون تكوين صداقات أو بدء حوار ولا يفهمون النكات ولا يستطيعون قراءة انفعالات الوجوه. فعلى سبيل المثال طفل التوحد البالغ من العمر 13 عام يعرف الفرق بين الوجه الحزين والسعيد ولكن لا يستطيع فهم الوجه المحبط أو الملول أو التفرقة بين الوجه السعيد والمتحمس. المساندة فى هذه الدرجة أقل من الأخرين ويستطيع الطفل ممارسة حياته بطريقة طبيعية كما يستطيع الزواج حين يكبر ولكنه دائما يحتاج شرح للموضوعات. فعلى سبيل المثال يجب أن يشرح له شخص انفعالات الوجوه والعلاقات كما يحتاج إلى تأهيل.
الدرجة الثانية متوسطة (Moderate) يكون تواصل الطفل الإجتماعى أقل من الدرجة الأولى ويحتاج إلى مساندة أكبر. في هذه الحالة، لا يستطيع الطفل أن يعيش حياته طبيعيا لكن دائما يحتاج إلى المساعدة فى تكوين العلاقات واختيار الكلام حينما يتحدث.
الدرجة الثالثة مستعصية (Severe) وفي تلك الحالة لا يتفاعل الطفل مع الآخرين ويلعب بمفرده ولا يتحدث ولا يدرك أن هناك أشخاص حوله. أطفال التوحد بهذه الدرجة يحتاجون إلى مساندة دائمة ولايستطيعون العيش بمفردهم ولكن يستطيعون استخدام الحمام والأكل بنفسهم ولكن لا يستطيعون الخروج إلى الشارع بدون مساندة.
ما هي أسباب التوحد؟
لا يوجد سبب محدد يؤدي إلى التوحد ولكن هناك دراسات عديدية ترجح أنه جيني ولكن حتى الأن لم يتم تحديد أى جين مسؤل عن التوحد. توجد دراسات توضح أنه إذا كان هناك توأم أحدهم مصاب بالتوحد فالثانى سيصاب ببعض صفات التوحد وإنه موجود ببعض العائلات. هناك أسباب أخرى ترجح أنه بسبب تعرض الأم للضغط العصبي أو عدوى أثناء الحمل. هناك عدة دراسات مختلفة ولكن في النهاية السبب هو biopsychosocial وهى أن الطفل يولد بجين محدد يجعله مستعد للإصابة بالتوحد ثم يحدث تغيرات بالإضافة لمواد كيميائية بالمخ تساعد على الإصابة. تساعد البيئة المحيطة بالطفل ايضا على ظهور المرض بشكل أكبر، على سبيل المثال يصاب أطفال بنفس الدرجة من التوحد ولكن بعضهم يتحسن أكثر من الأخر طبقا للبيئة المحيطة بالطفل. لو قضى الأطفال المعرضين للإصابة وقتا طويلا أمام التلفزيون بدون لعب الأهل معهم كثيرا فستظهر عليهم الأعراض. ستقل أعراض التوحد إذا تحدث ولعب أهل الطفل لذي لديه نفس الجين معه، وسيساعد ايضا خروجه ومقابلته لأشخاص في أن تكون الأعراض أقل.
في أي عمر تظهر علامات التوحد؟
تكون الأم أول من ينتبه لوجود شئ غير طبيعى وتبدأ الشك بإحتمالية إصابة الطفل بتوحد حينما يفتقر بعض السلوكيات، كمثالفي عمر أربع شهور حينما لا ينظر إلى أمه ولا يبتسم لها حين تلاعبه. في عمر السبع شهور إذا لم يبدأ بإخراج حروف مثل "دادادادا" و لا يضحك وهى تلاعبه. بعد عمر سنة إذا لم يبدا بقول "ماما" أو "بابا" ولا يضحك حينما تلاعبه أمه وبعمر سنة ونصف لا يستطيع التفرقة بين أمه وأبيه والأغراب. يحثدث العكس عند بعض الأطفال، فيبدأ الطفل في قول بعض الكلمات ثم يتوقف بعد سنة ونصف.
هنا تكمن أهمية الأختبارات لكى نعرف احتمالية إصابة الطفل بالتوحد عندما يكون فى عمر سنة.
كيف تتعامل وتعالج الأم طفلها المصاب بالتوحد؟
كلما بدأت بالعلاج مبكرا كلما كان الوضع أفضل فالتدخل المبكر هو الحل الوحيد. لا يجب أن يتابع الأهل الطول والوزن فقط مع الطبيب فكل مهارات المعرفة واللغة والمهارات الإجتماعية يجب أن تنمو ايضا. إذ شعرت الأم في مرحلة ما أن طفلها قد تأخر يجب أن تزور متخصص وألا تتحجج أن هناك أقارب مثلا قد تأخروا أيضا. إذا تأكدت أن الطفل مصاب بالتوحد يجب أن تبدأ بالتدخل فورا بجلسات مع المتخصصين. يوجد جلسات تنمية اللغة وتعديل السلوك وتنمية مهارات اليدين والكتابة بالإضافة إلى المهارات الحياتية كإطعام نفسه و إرتداء ملابسه بنفسه واستخدام الحمام بنفسه. هناك ايضا جلسات لتنمية المدخلات الحسية والتحكم فيها لتكون متوازنة لدى أطفال التوحد.
من خلال تلك الجلسات تتعرف الأم ايضا على بعض الأطعمة التى تسبب حساسية لدى أطفال التوحد فبعض المواد الغذائية يتم استبدالها بأخرى. بالإضافة إلى الجلسات، يجب على الأم أن تنمي مهارات طفلها طوال الوقت بإستغلال الروتين اليومى وأن تتحدث معه وتعلق على كل شئ يستخدمه الطفل وأن لا تجعله يشاهد التلفزيون وأن لا تتركه يقوم بعمل السلوكيات التكرارية. يلاحظ مثلا أن طفل التوحد يبدأ في الصراخ الشديد إذا حركت الأم لعبة كالسيارة أثناء لعبه، لذا يجب أن تضع مثلا حيوانات على السيارة وبهذا تغير من طريقة اللعب. من المهم معرفة أن دور الجلسات لن يجدى نفعا دون دور الأم والعكس صحيح. كما يفضل أن يذهب الطفل إلى حضانة عادية. أما إذا كانت الحالة مستعصية فتحتاج إلى برنامج مكثف ويذهب الطفل حينها إلى حضانة مخصصة لإحتياجاته.
هل يتناول الأطفال أدوية من أجل العلاج من التوحد؟
يأخذ الطفل الأدوية فقط فى حالة وجود مشاكل أخرى كالصرع. يوجد ايضا فيتامينات ومكملات غذائية ولكن على الأم أن لا تعطى طفلها أي دواء دون إشراف الطبيب المتخصص وبعد التحاليل التى تؤكد أنه يحتاج إلى الدواء.
هل يعالج الطفل المصاب بالتوحد؟
نعم، هناك أطفال يعالجون تماما منه. تختلف فترة التدخل من طفل إلى أخر فبعضهم قد يعالج فى سنة أو أثنين. كما يمكن أن تصبح حدة التوحد أقل إذا كانت مستعصية.