نصائح
21 نصيحة
كيف أتعامل مع أبنائي في سن المراهقة؟
تنمية
عن النصيحة
بعد أن أصبحت ابنتها في العشرين، تحكي أم أن فترة مراهقة ابنتها كانت من أصعب الفترات في حياتها، "شعرت وكأن مجهودي طوال سنوات طفولتها غير مجدي، وجربت طرق عديدة للتعامل مابين الحزم واللين حتى أستطيع احتوائها وحتى نعبر تلك المرحلة، ومرت أخيرا بسلام."
ينسى الكثير من الأباء والأمهات كيف كانت مشاعرهم في تلك الفترة من سنوات مراهقتهم، وقد تصاب الكثير من الأمهات والأباء بالإحباط، فبعد أن يقوم الأهل بمجهود كبير في تربية أبنائهم قد يجدون أن طفلهم يتحول لشخص مختلف، شخص متقلب المزاج لا يريد أن يقضي وقت كثير معهما، ويجادلهم ليلا ونهارا في أبسط الطلبات. قد تحتار الأم، فهي تدرك أن أبنائها لم يعودوا أطفال ولكن في نفس الوقت يظلوا أطفال في أعينها، فإذا ضغطت عليهم ينفرون وإذا أطاعتهم في تحقيق رغباتهم دائما يتحولون إلى أشخاص مدللين. لذا كيف توازن الأم العلاقة مع أبنائها في هذا السن؟ فهي تلاحظ الأمهات تغيرات عديدة بأطفالها، منها الرغبة في الحصول على الخصوصية والاستقلال وفي بعض الأحيان التمرد والعند. تؤرق كثير من الأمهات هذه التغيرات ويبدأ السؤال الطبيعي لتلك المرحلة: ماهي أفضل طريقة لمعاملة المراهقين؟ دكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين وزميل الكلية الملكية البريطانية للطب النفسي تحدثت الى سارة عيسى من فريق عمل يلا مامي عن تلك المرحلة الهامة وكيفية التعامل مع المراهقين، وتؤكد حماد على أهمية دور الأب مع الأم في التعامل مع الأبناء في هذا السن.
- ماذا تعنى كلمة مراهقة ومتى يبدأ هذا السن؟
يبدأ سن المراهقة للبنات والأولاد من الحادية عشر، أما انتهاء تلك المرحلة فيختلف من شخص لأخر ولكنها من المفترض أن تنتهى عند الثامنة عشر وتصل لدى البعض إلى سن العشرين.
هذه المرحلة تعتبر مرحلة إنتقالية بين مرحلة الطفولة ومرحلة الرجولة أو الأنوثة، وهو سن تحمل المسئولية. تبدأ مرحلة المراهقة بتغيرات بالجسد وتغيرات بالشخصية كالمشاعر. بالاضافة إلى تغيرات بالمخ نفسه كأن أسلاك ومناطق المخ يعاد تركيبها من جديد وهذا يفسر التغيرات التى تحدث فى فترة المراهقة.
- ما هى أهم التغيرات في هذا السن وكيف تستطيع الأم التعامل معها؟
يجب أن تثقف الأم نفسها بهذه المرحلة وأن يكون لديها وعى وأن تكون مستعدة للتعامل مع التغيرات الذى تحدث بشخصية الطفل أو الطفلة. تبدأ تلك التغيرات بإختلاف فى الرؤية والتمرد ومن هنا يجب أن تقوم الأم بتحضير نفسها لكى تكون مرنة، فالتعامل مع الأبناء فى فترة المراهقة يختلف عن فترة الطفولة. يجب أيضا أن تتوقع التصرفات والتغيرات التى قد تطرأ وتتعامل معها من خلال وعيها مثل التمرد والصوت العالى والتقلبات المزاجية وقربهم للأصدقائهم واعطائهم الأولوية لهم أكثر من أهلهم.
- ما هى المشاكل الشائعة التي تواجها الأمهات اثناء بلوغ أطفالها مرحلة المراهقة؟
من المشاكل الشائعة التي تواجه الأمهات في التعامل مع أبنائها، أن اهتمام المراهق أو المراهقة بالأصدقاء يفوق الاهتمام بالدراسة والأهل. أيضا يريد المراهق التمرد على كل الممنوعات، فعلى سبيل المثال يريد الخروج والعودة إلى المنزل في أى وقت يريده ويرتدي ما يريد من ملابس وأن يذاكر وقتما يحلو له بالإضافة أنه يرفض أى نوع من التدخل في حياته وأى قيود. من هنا يبدأ الخلاف فالأم تحاول وضع القيود المناسبة والمراهق أو المراهقة يرفضون تلك القيود ويتمردون عليها.
- كيف تقدم الأم النصيحة لأبناءها لحل تلك المشاكل ؟
بالإضافة لذلك يجب على الأم أن تقول المختصر المفيد وألا تقوم بإعطاء محاضرات لأنها غير مقبولة. ويجب أيضا أن تحاور الأم ابنائها بإحترام وأن لا تقوم بجرح مشاعر المراهق. يجب على الطفل ايضا أن يخاف على مشاعر أمه وأبيه وليس من العقاب، لأن هذا يعنى إنه مهتم بهم. إذا خاف الطف من العقاب فقط فحينما يكبر لن يهتم بمشاعر الأم والأب.
- كيف يكون التصرف إذا كان المراهق دائم التمرد ويرفض الاستماع لنصائح والديه ويقوم بعكسها أو بالعند الدائم؟
بالأساس يجب أن يكون هناك علاقة جيدة مع الأبناء منذ الطفولة. أما بعد التمرد فيجب على الوالدين وزن أهمية الموضوع الذي يتمرد عليه الابن أو الإبنة: هل يعتبر من الخطوط الحمراء أم مجرد نصيحة للمراهق وتترك له حرية التصرف. فعلى سبيل المثال، إذا رفض الأخذ بالنصيحة فى موضوعكإرتداء ملابس ذات ألوان غير متناسقة فهو حر ويمكن تركه. أما إذا كان الموضوع هام فيجب أن يقال له إذا لم تفعل ذلك سوف أعاقبك وفى هذه الحالة يجب حقا أن يعاقب. فيجب على الأب والأم أن يحددوا أولوياتهم ويختاروا نقط الخلاف، فليس مطلوب من المراهق الطاعة الكاملة ولكن مطلوب منه التعامل ومعنى هذا أن علي إعطاء النصائح فى بعض الأمور فقط وإعطاء المراهق فرصة إتخاذ القرار..وفي أمور أخرى يجب ان أصر على رأيي.
كما يجب أيضا أن يكون لدى الأب والأم رؤية واحدة لأنهم سيخسرون مصداقيتهم إذا اختلفوا أمام المراهق.
- إذا اضطرت الأم لاستخدام العقاب فما هو نوع العقاب الذي يتماشى مع هذا السن؟
من الممكن منعه من الخروج مع الأصدقاء أو خصم جزء من المصروف اليومي أو حرمانه من التليفون المحمول لمدة يوم أو حرمانه من الإنترنت أو من الكومبيوتر لمدة يوم أو اثنين. وننصح بأن يكون العقاب متفق عليه من قبل ويجب أن يكون هناك تحذير ثم تذكير بالعقاب وبعد ذلك ينفذ. لا يجب أن يفاجأ المراهق بالعقاب ولا يجب أن أكثر فى عقابه حتى لاأفقد تعاونه لأن من الممكن أن تفقد الأم هذا التعاون بسهولة.
- كيف يمكن للوالدين أن يكونوا علاقة جيدة مع أبنائهم منذ الطفولة؟
يجب أن تبتعد الأم عن الانفعالية والعصبية كما ينبغى أن لا يكون صوتها عالي أو تهين أبناءها أو تستخدم معهم كلمات مؤذية نفسيا أو تنتقدهم وتعلق على أفعالهم كثيرا. يجب أيضا أن تختار نقاط الخلاف وتسمح له بالقبول أو الرفض أحيانا. بالإضافة لذلك والأهم هو أن تعطيه الكثير من الحب والقبول كإنسان فيجب عليها رفض التصرف الخاطئ وليس الإنسان.
- هل يستطيع الوالدين تكوين هذه العلاقة في سن المراهقة إذا لم يقوموا ببنائها فى الصغر؟
من الأصعب تكوين العلاقة في هذا السن إذا لم تكن موجودة، لأن المراهق قد قام بتكوين فكرة معينة عن أهله وتفاعل معين معهم، لذلك يرفض تغيير هذا الفكر. وعلى الأهل المحاولة في بناء العلاقة، حتى إذا بدأ المراهق فى استفزازهم فيجب أن يتعاملوا بحكمة وهدوء وحزم وصبر.